هل تحب حقا أم أنك أسير التعلق؟
الكاتب : د أحمد عمارة
2077

من المهم أن يفرق الشخص في علاقته مع الآخرين بين حالة الحب وحالة التعلق، هذا التفريق يجعل العلاقة دائما ناجحة ومستمرة وبنتائج إيجابية مثمرة على الدوام، والوعي بحالة الحب الحقيقية يحمي الشخص من الوقوع في المشاعر السلبية المؤلمة التي يظن البعض أنها ملازمة لحالة الحب، ولكي نصل لهذه الحالة من المهم أن نفهم الفرق بين الحالتين كالتالي :

حالة التعلق :

١- يكون الشخص فيها أسيرا لمن يتعلق به، ويرى من وجهة نظره أنه لن يستطيع العيش بدونه، ولا يستطيع الاستمتاع في الحياة بدونه، فيتبرمج العقل على أن هذا الشخص هو المصدر الوحيد للسعادة والأمان.

٢- يصبح الشخص بسبب التعلق ماصا لطاقة الطرف الآخر، فيبدأ الطرف الآخر بالإحساس بالنفور والملل والرغبة في البقاء بعيدا لفترات طويلة عنه

٣- ولأن الشخص المتعلق يعلق سعادته على الطرف الآخر فإنه يشعر بالتعاسة وفقدان طعم الحياة في حالة غياب هذا الشخص أو ابتعاده، ودائما تكون مفاتيح سعادته في يد الطرف الآخر مما يجعله يعاني دائما.

٤- يعاني المتعلق من حالة شح النفس التي تكون هي المسيطرة على الشخص في هذه الفترة بسبب التعلق الشديد مما تجعله في حالة احتياج وفقر شديد لمن يتعلق به، ومشاعر الفقر هذه تجعله دوما جاذبا للأحداث السيئة.

٥- يقع الشخص المتعلق فريسة الحب المشروط بفعل أو سلوك ما من الطرف الآخر ويعلق حالة الحب (التي يظنها حبا) على هذا السلوك، ومن المهم أن تعلم أن الحب المشروط ما هو إلا مظهر من مظاهر التعلق.

٦- يعاني المتعلق دوما من مشاعر سلبية شديدة مثل (الحزن – الخوف – التوتر – القلق الشديد) وتكون العلاقة دوما مليئة بالمشاحنات والاتهامات والانتقاد والألم والمعاناة.

٧- الشخص المتعلق لأنه أسير بالطرف الآخر فإنه لا يستمتع بالمشاعر الإيجابية إلا إذا استشعر حب الآخر له، لذا هو دائما يريد التأكيد على هذا الحب لكي يرتاح، ولو استشعر أن مشاعر الآخر قد تغيرت قليلا تجاهه سوف يعاني ويفقد عندها الإحساس بالأمان والسعادة .

 

حالة الحب :

١- يكون الشخص فيها حرا مستمتعا، يزداد متعة بزيادة حبه، يستطيع الاستمتاع بما لديه من نعم ويزداد متعة بتواجده مع من يحبه، فيتبرمج عقله على أن الحبيب زيادة متعة وليس هو المصدر الوحيد المتعة.

٢- فيصبح الشخص عندها مليئا بالطاقة والسعادة فيروي طاقة حبيبه ويشعران معا بحالة من القرب والود والتوازن والرغبة في قضاء أطول فترة ممكنة سويا.

٣- ولأن الشخص المحب متعدد المصادر للسعادة فإنه يكون متوازنا في حالة غياب الحبيب أو ابتعاده، فتكون نفسه غنية راقية تستمتع بالحياة وتزداد متعته بوجود حبيبه إلى جواره.

٤- يكون المحب دائما في حالة غنى النفس، وحالة الغنى تحافظ على مشاعره الإيجابية دوما، ويكون في حالة إضافة دائما، والإضافة تعني أنه عندما يكون في قرب الحبيب تضاف سعادة إلى سعادته، ومشاعر الغنى هذه تجعله دوما جاذبا للأحداث الإيجابية.

٥- المحب دائما يحب حبا مطلقا بلا قيد أو شرط، حب راقي دون قيد أو شرط، دون أسباب ودون انتظار أي شيء من الآخر، لذا تزداد متعته عند حدوث أي فعل جميل مهما كان بسيطا من الطرف الآخر.

٦-  حالة الحب لا يصاحبها إلا المشاعر الإيجابية مثل ( الحنان – الرقي – القرب – الود – الأنس – الأمان – الاطمئنان) وتكون العلاقة دائما مليئة بالتفهم والنقاش الراقي والمتعة واليسر.

٧- الشخص المحب لأنه غني فهو يستمتع بحب الطرف الآخر مهما حدث، حتى وإن كان لا يرى ما يدل على حب الآخر له، هذه الحالة دوما تدفع الحبيب بصورة غير واعية إلى أن يظهر حبه أكثر ويبادله الحب بأفكار وأفعال مبتكرة تجعلهم دوما في مشاعر سعيدة مستمرة باستمرار حياتهما.

هل تحب حقا أم أنك أسير التعلق؟

شارك المدونة

YouTube
130.6M
مشاهدة على يوتيوب
YouTube
3.8M
اعجاب على فيسبوك
YouTube
1.7M
متابع على انستجرام
YouTube
122K
رسائل متابعين